أدلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بتصريحات مثيرة للجدل حول المشهد السياسي في كندا، حيث قال إنه يفضل التعامل مع حكومة ليبرالية على حكومة محافظة، موجهاً انتقادات واضحة لزعيم حزب المحافظين الكندي، بيير بويليفر. جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة صحفية أثارت اهتماماً واسعاً في الأوساط السياسية الكندية والأميركية، خاصة في ظل الاستعدادات الجارية للانتخابات الفيدرالية المقبلة في كندا.
قال ترامب في تصريحاته: “أفضل التعامل مع الليبراليين لأنهم أكثر وضوحاً في مواقفهم. قد أختلف معهم في بعض القضايا، لكن على الأقل أعرف مواقفهم وأفكارهم. أما المحافظون، وخاصة بويليفري، فالأمر أكثر تعقيداً”. وأضاف: “بيير بويليفر ليس صديقاً لي، ولا أعتبره حليفاً مقرباً”.
تعود خلفيات هذا الموقف إلى سلسلة من الخلافات السياسية بين ترامب وبويليفري، إذ يُعرف الأخير باتخاذه مواقف سياسية صارمة تجاه قضايا مثل الضرائب، السياسة الاقتصادية، والهجرة، وهي مواقف لا تتوافق مع توجهات ترامب الاقتصادية والشعبوية في الولايات المتحدة. كما أن بويليفري كان قد انتقد سياسات ترامب في أكثر من مناسبة، مما زاد من التوتر في العلاقة بينهما.
ورغم أن ترامب لم يوضح بالتفصيل أسباب استبعاده لبويليفر كشريك سياسي محتمل، إلا أن تصريحه هذا يحمل دلالات سياسية عميقة، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات الفيدرالية في كندا. فموقف ترامب قد يُفسَّر على أنه محاولة للتأثير على الرأي العام الكندي، خاصة في أوساط الناخبين المحافظين، الذين قد يعيدون النظر في دعمهم لبويليفري بناءً على هذه التصريحات.
في المقابل، يرى محللون أن هذا التصريح قد يمنح الحزب الليبرالي الكندي بقيادة رئيس الوزراء جاستن ترودو دفعة معنوية، إذ قد يُنظر إلى تفضيل ترامب للتعامل مع الليبراليين على أنه نقطة قوة لهم في مواجهة المحافظين.
التصريحات تأتي في سياق سياسي حساس، حيث تعيش كندا مرحلة من عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، مع تصاعد التوترات حول قضايا مثل التضخم، الهجرة، والسياسات الضريبية. وبناءً على ذلك، فإن موقف ترامب قد يكون له تأثير ملموس على ديناميكيات الحملات الانتخابية، وربما على خيارات الناخبين في المرحلة المقبلة.
يبقى أن نرى ما إذا كان حزب المحافظين سيتمكن من تجاوز هذه الانتقادات، وما إذا كان بيير بويليفر سيعلق مباشرة على هذه التصريحات، خاصة أن علاقته مع ترامب قد تؤثر على موقف الحزب في أوساط الناخبين المحافظين التقليديين. في الوقت نفسه، من المتوقع أن يستغل الحزب الليبرالي هذه التصريحات في حملته الانتخابية، باعتبارها دليلاً على أن سياساته أكثر استقراراً وتوازناً في أعين الحلفاء الدوليين.